رئيس البرلمان يدعو لتأسيس صندوق لتشجيع الصادرات الثقافية

1396/02/13-08:46

اقترح رئيس مجلس الشورى الإسلامي، في حفل افتتاح الدورة الثلاثين لمعرض طهران الدولي للكتاب، تأسيس صندوق مهمته تحفيز صادرات الانتاج الثقافي في حقل النشر دعما لمن يعمل في تصدير النتاج الثقافي.
وقد افتتح معرض طهران الدولي للكتاب في نسخته الثلاثين صباح يوم الثلاثاء بحضور رئيس مجلس الشورى الاسلامي علي لاريجاني ووزير الثقافة والارشاد الاسلامي رضا صالحي اميري، ورئيس المعرض عباس صالحي، وعدد من المسؤولين، ومدراء المعرض، وذلك في مجتمع آفتاب، جنوب العاصمة طهران.
وقال علي لاريجاني، ان معرض طهران الدولي للكتاب أقيم على مدى السنوات المتتالية في ظروف مختلفة، مما يظهر مدى حب الإيرانيين بالفكر والثقافة.
وفيما ثمن انتخاب ايطاليا كضيف شرف لهذا العام، أشار رئيس البرلمان الى ان إقامة معرض طهران الدولي للكتاب يظهر ميزة في مستتر فكر الإيرانيين، وهي الاهتمام بالعلم والمعرفة والتبادل الثقافي مع الدول الأخرى.
وأكد لاريجاني إن الجمهورية الإسلامية تهتم بالمعرفة والعقلانية اهتماما كبيرا، فالقرآن والمجاميع الحديثية يكثر فيهم الإشارة إلى العقل والاهتمام به، مبينا إن الكثير من الفلاسفة استبعدوا إمكانية الفكر دون اللغة، فالشعوب التي تتمتع بتاريخ لغوي عريق، لابد أن يكون لها تاريخ فكري قديم أيضا.
وفيما شدد رئيس البرلمان على إن الفكر والتفكير لهما جذور عميقة في إيران، قال ان مجال الايمان في الفكر الإسلامي ليس بمعزل عن العقلانية، فالعقلانية معمقة وواسعة لدى الايرانيين والمسلمين، مضيفا إن مرحلة ما بعد صدر الاسلام شهدت ظهور توجه كبير نحو التفكير العقلاني لدى المسلمين، مما أدى إلى ظهور البحوث الكلامية بين الفرق الإسلامية وكذلك ظهور نهضة الترجمة التي نقلت بعد القرن الثاني للهجرة كتب اليونانيين بما فيها كتب افلاطون وارسطو إلى اللغة العربية.
واكد لاريجاني إن إحدى ميزات الايرانيين تتمثل في حب التواصل، والعقلانية، والارتباط بالعلم والمعرفة، مما يكون قدرة مهمة وأرضية خصبة لتطور البلدان التي تعرف تاريخها حسن المعرفة وتستغل مثل هذه الأرضيات، مما يجعلها أن تخلق قفزات علمية في المستقبل.
وأضاف إن قادة الجمهورية الإسلامية أولوا اهتماما كبيرا بالتطور العلمي بعد نجاح الثورة الإسلامية، ولحسن الحظ شهدت إيران بعض القفزات العلمية الملحوظة، مبينا إن جذور هذه القضية تعود إلى الحرية الفكرية لدى المفكرين من أصحاب النزعة الشيعية، مما يحتم علينا أن نشدد على حرية التفكير لأنها تكفل مستقبل البلاد وترتبط بالمناداة بالعدالة وحرية الفكر والتعبير، لأن الحرية الفكرية لم تلحق بنا أي خسارة، بل شهدنا تطورا فكريا.
وقد أعرب لاريجاني عن ارتياحه لما بذل من جهود جيدة في مجال ترجمة الكتاب، فقد ترجمت أعمال كثيرة للمفكرين الغربيين، كما شهدت كتب الفلسفة والسياسة والأخلاق نموا ملحوظا في السنوات الأخيرة، فضلا عن إنتاج العديد من أمهات الكتب، ومنه ما نشهده من تطور وتحول في الحوزات العلمية.
وأضاف رئيس البرلمان ان الجمهورية الإسلامية تسعى وراء التعايش السلمي مع جميع الدول الغربية ولا تريد إقامة الحواجز والجدران بيننا وبين الآخرين، بل يجب أن نزيد من تواصلنا وتعاملنا، قائلا إن الميول الوطنية ليست بمعنى إقامة الحواجز، فالشعوب بحاجة إلى التواصل والارتباط الثقافي والمعرفي، وصناعة النشر ليست بمنأى عن ذلك.
وبين لاريجاني إنه غير بعيد عن مجال النشر، لكن تساورني بعض المخاوف، فهذا المجال لا يتميز بالنمو المطلوب مثله مثل المجال الاقتصادي، قائلا إن وزير الثقافة قد رفع اقتراحات للبرلمان حول الضرائب وهي قيد الدراسة، داعيا إياه إلى إعلام البرلمان إذا كانت هناك مشاكل جديدة.
وأشار رئيس مجلس الشورى الإسلامي إن الأوان قد آن لإعادة تنظيم مجال النشر وإصلاحه، انطلاقا من ضرورة الاستثمار في مجال الطباعة، فالكثير من المطابع عفا عليها الزمن، وبإمكان البرلمان أن يطلب المساعدة من صندوق التنمية الوطنية.
وحول الخطوة الثانية لإصلاح مجال النشر، قال لاريجاني إن هناك معضلات في قطاع تصدير الكتب للأسف، وعليه اقترح على وزير الثقافة تأسيس صندوق لتشجيع الصادرات الثقافية في مجال النشر دعما لمن يعمل في تصدير النتاج الثقافي.
وصرح لاريجاني إن هناك تجريه جيدة في مجال الدورة الاقتصادية للناشرين، واقترح على وزارة الثقافة أن تستثمر نماذج الناشرين الذين نجحوا اقتصاديا في عملهم، وإذا كان يبدو أن ذلك يتحقق عبر الدعم الحكومي، ومع أنني لست معارضا لذلك، لكن علينا ألا ننسى بأن مفتاح الدعم بيد الحكومة ومستقبله لا يبدو جيدا على الإطلاق، مبينا إن البرلمان يعارض هذا النهج لأننا نخصص الميزانيات للإنتاج وتطوير النشر.
وختم لاريجاني كلمته معبرا عن أمله في أن تشهد الدورة الحالية للمعرض، عائدا ثقافيا مقبولا، وتستمر حركة الإقبال على المعرض على غرار السنوات الماضية.

به ما بپیوندید: