السعر الثابت للكتاب ساهم في تطوير المكتبات في ألمانيا

1397/02/16-09:55

صرح مدير شركة كوخ نف فولكمار (KNV)، ثاني كبار موزعي الكتب في ألمانيا، إن تنفيذ قانون السعر الثابت في ألمانيا أدى إلى تعزيز المكتبات الألمانية حتى في البلدات الصغيرة.
وفي اجتماع تحت عنوان "السعر الثابت للكتاب" أقيم في قاعة فرهنغفاران معرض طهران الدولي للكتاب، أشار مدير شركة KNV ماركوس فيلز إلى ما تحتله الكتب من أهمية ومكانة ثقافية في المجتمع، قائلا: يجب النظر إلى الكتاب على إنه ثروة إنسانية ثقافية حية.
وتابع فيلز إن تأليف الكتب ونشر ثقافة قراءة الكتب يساهم في النهوض وتطور المجتمع كما يمنع العديد من الحالات الشاذة، ويمكن القول بإن نظرة الأشخاص والحكومات إلى هذه القضية هي نظرة ثقافية وحتى أمنية.
 وصرح ماركوس فيلز "بما أن المراد هو توزيع الكتب في جميع أنحاء البلاد وينشط في هذا النطاق سوية كل من متاجر الكتب المتعددة الفروع ومتاجر الكتب الواحدة، فضلا عن حضور المدن الصغيرة جنبا إلى جنب المدن الكبيرة وبمستويات مختلفة من السلطة، فقد تحتم التوصل إلى اتفاق على دعم هذه النقابة ماليا".
وأضاف مدير شركة KNV "وفقا لهذا الاتفاق الذي وافق عليه البرلمان كقانون في سنة 2002، تم تحديد نظام تسعير دقيق للكتب، ملزِما للجميع، ولم يعد يسمح لأحد خصم السعر النهائي للكتاب".
وقد أكد فيلز على أن ألمانيا لديها تاريخ طويل في صناعة الطباعة وإن العديد من الكتّاب والناشرين والمكتبان ينشطون فيها ولها قاعدة صارمة للغاية أساسها قانون شامل قوي أوجد الثقة وكذلك بيئة ملائمة للعمل.
وذكر بالقول إن "70 بالمئة من المنتجات الثقافية التي يتم عرضها في المكتبات بما في ذلك النوتات الموسيقية والخرائط الجغرافية لها أسعار ثابتة، أما المنتجات المتبقية ومنها التقاويم والكتب الصوتية، فلها تقلب في السعر يصل إلى 15 بالمئة، أما سعر الكتب الأخرى فهو ثابت والالتزام به ضروري".
السعر الثابت للكتب حقق طفرة للمكتبات المحلية الصغيرة في ألمانيا
يضيف ماركوس فيلز إن "غالبية البلدان الرائدة الأوروبية مثل ألمانيا، وفرنسا، والسويد تستخدم هذا القانون، كما إن هناك بلدان أخرى لا تؤمن به ومنها سويسرا، وبريطانيا، والولايات المتحدة، وقد أظهرت تجارب السنين الماضية إن تطبيق هذا القانون في ألمانيا أدى إلى استمرار نشاط المكتبات الصغيرة وتقديم خدمات ثقافية للناس".
كما أشار إلى إن هذا القانون، ومثل أي قانون آخر، له استثناءات وملاحظات، فعلى سبيل المثال يمكن الحصول على خصومات تتراوح من 5 إلى 15% ومنها خصم قبل النشر، وخصم شراء أكثر من أعداد النسخ المحددة مسبقا، وخصم الشراء الكامل للكتب المتسلسلة، وخصم البيع بين دور النشر نفسها، وخصم البيع إلى المعلمين ومكتبات المدارس ومكتبات البلديات ومكتبات المراكز العلمية والبحثية، كذلك يمكن الحصول على خصومات أخرى عند إخفاق الكتاب في تحقيق نسبة كبيرة من البيع بعد مرور مرحلة زمنية محددة، وذلك بعد موافقة النقابة وإعلان السعر الجديد.
كما تناول فيلز "الكتب الإلكترونية، وقال إن أربعة أو خمسة في المئة من دخل المكتبات مصدرها بيع الكتب الإلكترونية ويجب أن تكون أسعارها 10-15% أرخص من سعر الكتب المطبوعة"، مبينا إن القانون فيه سلبيات فقد أدى إلى غياب المنافسة بين المكتبات، لكن يجب القول بأن إيجابياته أكثر من السلبيات".
قراءة الكتب في ألمانيا واسعة الانتشار
وصرح مدير KNV قائلا إن "هناك اهتمام كبير بانتشار القراءة على نطاق واسع وفي هذا الصدد يتم تقديم الكتب بأشكال وأحجام مختلفة ومنها كتب الجيب، حتى يتمكن الأشخاص من ذوي الدخل المحدود من شراءها، فضلا عن تقديم الدعم الحكومي للمكتبات حتى يمكنها من الانتشار في جميع أحياء المدن ويسمح للمواطنين الوصول إلى محتويات مفيدة بتكاليف منخفضة".
وختم فيلز بالقول إن "ظروف العالم الحديث تتطلب القيام بتغيير التصميم الداخلي للمكتبات بحيث يمكّن روادها من تصفح الكتب بشكل مريح وكذلك شرب فنجان قهوة، فضلا عن توفر الأدوات المكتبية وتنوع المنتجات الثقافية الورقية أو الإلكترونية عند قراءة الكتب".

به ما بپیوندید: