باحث فی الأدب العربی:

العلاقة الأدبیة بین إیران والعالم الإسلامی قویة جدًا

1404/02/20-19:51

 ویرى محمد علی آذرشب، الکاتب والباحث فی الأدب العربی، أن العلاقات الأدبیة والفکریة بین إیران والعالم الإسلامی، وخاصة العراق، قویة جداً، وأن نصوص حافظ وسعدی ورومی والعطار ملیئة بالأدب العربی.

قال الباحث فی اللغة والأدب العربی محمد علی آذرشب فی لقاء مع فریق أخبار معرض طهران الدولی السادس والثلاثین للکتاب: "إن الوحدة الحضاریة للعالم الإسلامی تمتد من طنجة بالمغرب إلى جاکرتا بإندونیسیا". العرب والفرس، السنة والشیعة، کل هؤلاء وحدة حضاریة واحدة. العالم الإسلامی هو وحدة حضاریة تمتد من طنجة إلى جاکرتا. وإذا کان السؤال المطروح هو ما الذی یربط هذه البلدان مع بعضها البعض، فلا بد من القول إن ما یربطها ببعضها هو الإسلام، والخلفیة التاریخیة، والقرب بین الدیانات الإسلامیة، واللغة والأدب فی هذه البلدان. ولکل من هذه البلدان لغتها وآدابها الخاصة؛ لکن الأدب العربی قادر على جمع الجمیع من طنجة إلى جاکرتا.

وأضاف: الأدب الإیرانی لیس عربیاً؛ لکن هذا البلد یولی اهتماما خاصا للأدب العربی. لا یمکن فهم الأدب الفارسی دون التعرف على الأدب العربی. إن نصوص حافظ، وسعدی، ورومی، وعطار ملیئة بالأدب العربی. اللغة والأدب العربی، باعتبارهما لغة وآداب القرآن، یشملان العالم الإسلامی بأکمله. إلى الحد الذی جعل حتى المسیحیین یهتمون باللغة العربیة وآدابها.

وفی إشارة إلى المؤسسات الثلاث: الیونسکو التی تنتمی إلى العالم أجمع، والإیسیسکو التی تنتمی إلى العالم الإسلامی، وألیکس التی تنتمی إلى العالم العربی، تابع آذرشب: "هذه المؤسسات التی ذکرتها لها مسؤولیات تربویة وثقافیة وموضوعیة". وتقوم المنظمتان الإیسیسکو والألکسو سنویا باختیار مدینة کعاصمة ثقافیة للعالم الإسلامی وعاصمة ثقافیة للعالم العربی. وعندما تم تقدیم "النجف" کـ"عاصمة الإسلام العالمیة"، کتبت کتاب "النجف الأشرف، الأصالة والحداثة". وکتبت أیضًا کتاب "تلمسان، المقاومة والتصوف" فی مدینة تلمسان بالجزائر التی کانت تعتبر "العاصمة الثقافیة للعالم الإسلامی".

وکتبت أیضًا کتاب "من طهران إلى القیروان" فی تونس التی کانت تُعتبر "عاصمة العالم الإسلامی". وأیضاً، عندما أصبحت قطر "عاصمة الثقافة فی العالم العربی"، دعونی لزیارة البلاد، وقلت لهم: "أنا لست عربیاً". "لماذا دعوتنی؟" فأجابوا: «العالم العربی لا قیمة له بدون إیران». "إیران هی العمود الفقری الثقافی والعلمی للعالم العربی." ولذلک کتبت أیضًا ثلاثة کتب لقطر، وتم نشرها.

وأشار إلى أن العراق کان ضیفاً ممیزاً فی هذه الدورة من معرض طهران الدولی للکتاب وبحضور دول أخرى ناطقة بالعربیة، وأضاف: یجب على الناطقین بالعربیة أن یعلموا ویدرکوا أن إیران عملت على اللغة والأدب العربی أکثر منهم. حتى أن الإیرانی "سیبویه" کان أول من کتب النحو العربی، والإیرانی "الجرجانی" کان أول من عمل على البلاغة العربیة. لقد کانت العلاقة بین إیران والعالم العربی موجودة دائمًا فی مجال اللغة والأدب العربی. لقد کان الإیرانیون حاضرین فی البلدان العربیة، وکان العرب حاضرین فی إیران. أبو الطیب المتنبی أعظم شاعر فی العالم العربی والمعروف بـ "شاعر العرب الأکبر"، جاء إلى إیران ونظم القصائد والمقطوعات الشعریة فی هذا البلد. وقد ألفت أیضاً کتاب "المتنبی فی إیران" فی هذه المناسبة.

کما جاء إلى إیران کل من "أبو طم" و"جواهری" وهما من کبار شعراء العالم العربی، وعلى العموم فإن العلاقات الأدبیة والفکریة بین إیران والعالم الإسلامی وخاصة العراق قویة جداً.

واختتم محمد علی آذرشب کلمته بالتأکید على أن الأحداث مثل معارض الکتب لا ینبغی أن تکون مجرد أماکن لبیع الکتب الجدیدة والکشف عنها، بل ینبغی أن تکون بمثابة مهرجانات فکریة وعلمیة وثقافیة. إن الدول المعادیة للعالم الإسلامی تحاول خلق مسافة بین إیران والعالم الإسلامی وبین إیران والعراق. ویشکل معرض الکتاب فرصة لمواجهة هذا التکتیک العدو. إن أفضل فرصة للرد على الهجمة التی تسعى لفصل إیران عن العراق هی معرض طهران للکتاب.

به ما بپیوندید: